تخيّل أن يأتي إليك أحدهم ويسألك سؤالاً ..
كم انتهت مباراة المنتخب السعودي للشباب ، يوم أمس مع المنتخب الإيراني ؟
فتسارع أنت مزهواً بما تملكه من معلومات رياضية عن أدق التفاصيل وأصغر الأحداث ،
لتجيبه على هذا السؤال التافه من وجهة نظرك ،
وتقول انتهت بفوز المنتخب السعودي بهدفين لهدف !
إلى هنا والأمر يبدو عادياً تماماً ،
لكن ماهو ليس عادياً أن الرجل بدلاً من أن يشكرك
يمد يده إليك ليقول أعطني خمسة ريالات مقابل الرساله التي أعطيتني إياها ، !!
وكان بإمكاني أن أحصل عليها من أي مصدر آخر ولكن مجاناً !
كثير ممن سيعطونه النقود سيكتشفون بعد أن يغادرهم أنهم سُرقوا مالهم ،
وسيجزمون أنه محتال محترف ، ولكن لن يعفوا أنفسهم من المسؤولية ،
كونهم كانوا سُذّجاً بدرجة كبيرة ، وقدموا أموالهم لمن سرقهم برضى تام حينها !
كان مذيع إذاعة (mbc-fm) (يدردش) مع زميلته صباح هذا اليوم ليسألها بسذاجة
كم انتهت مباراة المنتخب السعودي للشباب يوم أمس مع المنتخب الإيراني ؟
فتجيب هي بإجابات تخمينية ليتداخل معها بسرعة (دعينا نسأل المستمعين) ،
ويؤكد على المستمعين (من يعرف النتيجة فليخبرنا) على أرقام الـ (sms)!
(ياله من سؤال خطير ...هدفه استنزاف جيوب المستمعين
بأسئله سطحيه)
لماذا هذا الاستخفاف بعقولنا ؟؟
ماالمفيد في مناقشه سخيفه مثل:ماهو مزاجك اليوم ..ارسل الان على sms جوال ...موبايلي... !!
وكم هو محرج لمذيع الإم بي سي وزميلته أن يخرجا على الهواء ليتورطا في سؤال كهذا ،
أين هم مستعمي الإذاعة الأوفياء ؟!)
ونحن بالطبع ندّعي معرفة حتى مالا نعرفه ، ونفتي في كل علم ،
فما بالك والإجابة هنا تجدها حتى عند الأطفال ،
فانهالت على الأستوديو عشرات الرسائل حتى ساعات متأخرة من الصباح !
.
قبل سنوات كانت الـ(mbc-fm) منبراً ثقافياً وحوارياً جميلاً ،
للمستمع السعودي الواعي الذي كان لايرى بأساً في قليل من الطرب من وقتٍ لآخر ،
طالما أن هناك من البرامج مايضيف له على كل المستويات ،
وطالما أنه لن يتحمل سوى عبء مكالمة البرنامج محلياً كان أو دولياً ، كأي مكالمة أخرى .
ولكن –وللأسف- مذ بدأت الـ(mbc-fm) نقل بعض برامجها المباشرة لاستوديوهاتها في الرياض ،
وبدأت تستعين بالمذيعين والمذيعات السعوديين ، نهجت نهجاً مغايراً ،
يكرّس مفهوم سطحية المستمع الخليجي ، الذي لايعدو في نظر هذه الإذاعة المحسوبة على الوطن
سوى أنه ساذج يملك مالاً لايستحقه ، ولايعرف قيمته ، ولا كيفية المحافظة عليه ،
ودور الإذاعة هو الوصول إلى جيبه بأي طريقة ، حتى ولو اضطرت لاستخدام مغيبات العقل والوعي !
الغريب أن معظم من تقوم عليهم برامج الـ(mbc-fm) –إن كان هناك برامج –
هم شباب سعوديين يستطيعون تقديم أفضل ممايقدم بمراحل ،
ولكن الإذاعة تستخدمهم سواءً رضوا أو أبواْ ، وسواءً علموا أم لم يعلموا ،
كـ(فخّ) للإيقاع بالمستمع والمستمعة السعودية ،
فهم يعرفون تماماً أن ليس كل السعوديين تأسرهم الأغاني التافهة ،
ولا تستهويهم مماحكات رنا القاسم مع (قروبات) المراهقين ،
ولاتدغدغ مشاعرهم (طيبة) خديجة الوعل المبالغ فيها ، وضحكاتها المصطنعة ،
ولاتثير نخوتهم توسلات مها سعود للتواصل عبر (sms) التي تصل حد التسوّل ،
ولاتضحكهم خفة دم عبدالعزيز القحطاني و(ذبّاته) على زميلاته المذيعات في الأستوديو ،
ولايعجبهم ماجد الفاسي وهو يشعرهم أنه يمضغ شيئاً ما في كل مرة يخرج على الهواء ،
ولا (ميانة) ياسر الشمراني على كل من يتصل بهلدرجة تجعل المستمع يتوقع أن كل المتصلين أصدقائه ، أو أبناء (حارته) !
معلوماتي المؤكدة تقول أن في أدراج مكتب معالي وزير الإعلام السعودي عدد من الطلبات
من مستثمرين سعوديين –يستثمرون في الفكر قبل المال- لفتح محطات إذاعية ،
ولازال معاليه يراكم الطلبات إلى أجل غير مسمى !
والسؤال الكبير ، لماذا ، ولمصلحة من ؟!
ماذا قدمت الـ(mbc-fm) لينافح معالي الوزير كي تبقى مستأثرة بهذا الأثير؟!
يبدو أنها غالية جداً على معالي الوزير ، لذا لن نقول لمعاليه افتحوا الباب للمنافسين ،
ولكن سنقول أبقوا على هذه الخصوصية (لإذاعتكم الغالية) ،
فقط ارحموا هذا المستمع المغلوب على أمره ، وأوجدوا له قليلاً من الخيارات !
محبطٌ جداً هو المستقبل لمن يستقرئ مصير شبابٍ تقترف بحقهم جرائم تعبئة عقولهم بالفراغ ،
الذي يحاصرهم من كل حدب وصوب ، والمحزن جداً أنهم يدفعون من جيوبهم ،أو جيوب آبائهم وأمهاتهم –لا فرق- ثمن هذا الفراغ ... !
وبعد...انتبهوا أيها الناس فالـ(mbc-fm) تبيع أبنائكم الهواء ، (على الهواء) !
مقال للكاتب والإعلامي : ناصر بن محمد المرشدي
اعجبتني فحبيت انقلها
عطوني ارائكم انتم مع ام ضد المقال ؟
ملاحظه : تم اضافه بعض التعديلات والاجزاء من عندي
شكرا