حرب في كل منزل
منذ كنا صغار ونحن نحلم بان نتمكن يوما من قراءة افكار الاخرين ومعرفة ما يدور في رؤوسهم . لكن احد لم يقل لنا كيف .
الآن اصبحنا نعرف .
فهل سيرضينا ذلك ؟
مع بداية الالفيه الثالثه هل يضع العالم نفسه على اعتاب ثوره علميه اقل ما يقال عنها انها ستغير مجرى حياة البشر على هذا الكوكب .
ففي احدى المؤتمرات اعلنت شركه يابانيه انها بداءت بالفعل في تطوير جهاز قادر على قراءة افكار العقل البشري . حيث صرح رئيس الشركه بان هذا الجهاز واسمه m.r.33 يمكنه النفاذ الى الافكار التي تدور في ذهن الانسان وترجمتها الى عبارات مفهومه .
توقع بان الجهاز سيصبح جاهزا للتجربه على المتطوعين من البشر في غضون خمسة سنوات المقلبه .
سواء أكان الجهاز انا قليل حيا وماتربيتبا محتملا ام خساره مؤكده فالسؤال الاهم هو
هل نحن مستعدون ؟ وبعباره اخرى
هل نحن مستعدون لفضائح من هذا النوع ؟
حلم قراءة الافكار حلم قديم وعبارات مثل (اتمنى ان اقراء ما يدور في راسه نسمعها ونرددها ونتداولها في ما بيننا . فهل نقصدها حقا بمعناها الحرفي ؟
سواء اكنا نقصدها ام لا فما كان حلما بالامس اصبح اليوم حقيقه وجهاز قراءة الافكار اصبح على مرمى خمس سنوات من الان وبعدها بقليل في الاسواق
اما ردود الافعال فهي .
بعضهم من يقول انا لا اشتري اصلا بل اتمنى ان لا اراه يوما في الاسواق . الفكره بحد ذاتها مثيره للقشعريره فكرة انك تحمل جهاز تكشف به ما في راسي واحمل انا جهاز واكشف ما يدور في راسك
وهنا من يقول انني ارفض ليس من الجهاز فحسب بل من الفكره باسرها هذا نوع من تعرية الافكار لو كان الامر بيدي لمنعت طرح هذا الجهاز في الاسواق . لماذا اقتحم اعماق الاخرين واسعى وراء الافكار المخباءه في دواخلهم ؟ لم لا اكتفي بصورهم الجميله الظاهره ؟ الحياة جميله فلندع الناس يسعدون بها ويحتفظ كل واحد لنفسه بما يحب
ويضيف قائلا ثم لماذا اشقي نفسي باراء واحكام الاخرين في حين ان كل ما يعنيني هو تعاملهم معي ؟ حتى لو كانت لدى الاخر افكار سلبيه عني افضل من يوصلها هو اذا اراد لانه سيجتهد ويحرص على ان يفعل ذلك بطريقه لائقه
انا ايضا سوف تكون لدي افكار ليست جميله عن بعضهم واجب ان احتفظ بحريتي في حجبها عنهم او ايصالها اليهم بطريقتي
وهنا ناتي على دور النساء المتزوجات فماذا يقولا
احدهم تقول احب ان اقراء افكار زوجي واتمنى ان اشتري هذا الجهاز لاعرف ماذا يكن ويضمر لي
وتضيف قائله بان زوجي مخلص ووفي معي غير ان شهادته هذه لا تشفع له لدى الازواج هنالك دائما امور مخفيه والجهاز يمثل الطريقه المثلى للوصول اليها
وهنا آآكد لكم اخواني واخواتي
بان يكون في هذا الجهاز خلاص الانسانيه من كل سوء يرتكبه الانسان ولتوضيح ذلك تعقد مقاربه بين المظهر والخبر
تخيلوا لو ان كل الناس كانوا مكفوفي البصر هل كان بيننا من يهتم بالتأنق ويجتهد في تحسين مظهره ؟ الامر ذاته ينطبق على الافكار
فالانسان درج على ان يظهر غير ما يبطن وهو يفعل ذلك مطمئنا الى ان افكاره محجوبه عن الاخرين . لكن متى عرف ان افكاره ظاهره جليه للناس فهو سيجتهد في تهذيبها وتشذيبها وبمرور الوقت يصبح الفكر الملتزم عادة
اما بالنسبه لي واذا كان هنالك من حاول قراءة افكاري فكل ما فكرت فيه كتبته الاقليلا
وتحياتي للجميع